هشاشة العظام هي حالة طبية شائعة تؤثر على الأشخاص من مختلف الأعمار، وليس فقط كبار السن كما يُعتقد غالبًا. تتمثل هذه الحالة في ضعف العظام وانخفاض كثافتها، مما يجعلها أكثر عرضة للكسور والإصابات. وعلى الرغم من أن الهشاشة قد تتطور بصمت دون ظهور أعراض واضحة في البداية، إلا أن تأثيراتها قد تكون خطيرة ومؤلمة على المدى الطويل. تتنوع أسباب الإصابة بهشاشة العظام لتشمل عوامل وراثية، نقص التغذية، وأسلوب الحياة غير الصحي. في هذا المقال، سنستعرض أبرز أعراض هشاشة العظام التي يجب الانتباه إليها، وأهم الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة بها، لنساعدك على حماية صحتك وعظامك من هذه المشكلة الشائعة.
ماهي هشاشة العظام؟
هشاشة العظام هي حالة طبية تؤدي إلى ضعف العظام وانخفاض كثافتها، مما يجعلها هشة وأكثر عرضة للكسور حتى مع أقل مجهود أو إصابات بسيطة. في الوضع الطبيعي، تكون العظام في الجسم قوية نتيجة توازن بين عمليات تكوين العظام وتفككها، ولكن في حالة هشاشة العظام، يتفوق معدل فقدان العظام على معدل تكوينها، مما يؤدي إلى ضعف البنية العظمية.هذه الحالة تُعرف غالبًا بـ"المرض الصامت" لأنها تتطور تدريجيًا دون ظهور أعراض واضحة في المراحل المبكرة، وعادةً ما يتم اكتشافها بعد حدوث كسر غير متوقع. هشاشة العظام قد تصيب أي شخص بغض النظر عن العمر أو الجنس، لكنها أكثر شيوعًا بين النساء بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض مستوى هرمون الإستروجين، كما قد تصيب الرجال والأطفال في بعض الحالات المرتبطة بنمط الحياة أو عوامل وراثية.الوقاية والتدخل المبكر من خلال التغذية الصحية، التمارين الرياضية، والفحص الدوري يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام وتحسين جودة الحياة.ماهي أعراض هشاشة العظام؟
أعراض هشاشة العظام غالبًا ما تكون خفية في المراحل المبكرة من المرض، ولهذا السبب تُعرف هشاشة العظام بـ"المرض الصامت". ومع ذلك، مع تقدم الحالة، قد تظهر بعض العلامات والأعراض التي تدل على ضعف العظام، وتشمل:في المراحل الأولية:
ضعف عام في العظام:
- الشعور بتراجع القوة العامة أو وجود ألم خفيف في المفاصل أو العضلات بعد ممارسة نشاط بدني.
سهولة التعرض للإصابات:
- الكدمات أو الكسور الصغيرة الناتجة عن إصابات طفيفة قد تكون مؤشرًا على بداية ضعف العظام.
ألم بسيط متكرر:
- آلام طفيفة في الظهر أو العظام، خاصة عند الوقوف لفترات طويلة أو القيام بحركات متكررة.
تغيرات طفيفة في القامة:
- قد تبدأ القامة في التغير بشكل طفيف جدًا بسبب بداية انضغاط الفقرات، لكن هذا قد لا يكون ملحوظًا في البداية.
تراجع صحة الأسنان:
- في بعض الحالات، قد تكون صحة الأسنان دليلاً على هشاشة العظام، مثل فقدان الأسنان أو ضعف الفك.
نقص فيتامين د أو الكالسيوم:
- إذا تم اكتشاف نقص في الكالسيوم أو فيتامين د أثناء الفحوصات الروتينية، فقد يكون ذلك علامة على بداية مشكلة في كثافة العظام.
في المراحل المتقدمة:
آلام مستمرة في الظهر:
- تحدث نتيجة الكسور الانضغاطية في فقرات العمود الفقري.
- الألم يكون مزمنًا ويزداد مع الحركة أو الوقوف لفترات طويلة.
فقدان الطول:
- يظهر مع تقدم هشاشة العظام بسبب انضغاط الفقرات، وقد يفقد الشخص عدة سنتيمترات من طوله الطبيعي.
تحدب أو انحناء العمود الفقري (الحداب):
- ينشأ عن ضعف العظام في الفقرات، مما يؤدي إلى انحناء الجزء العلوي من الظهر بشكل ملحوظ.
- قد يصاحبه ضغط على الأعضاء الداخلية، مثل الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
سهولة حدوث الكسور:
- يصبح العظم هشًا للغاية، مما يجعل الكسر يحدث حتى مع أنشطة بسيطة، مثل رفع أشياء خفيفة أو حتى العطس أو السعال.
- الكسور الأكثر شيوعًا تشمل الورك، الرسغ، والفقرات.
المراحل المتأخرة:
- ألم شديد ومزمن:
- الألم الناتج عن الكسور أو انهيار الفقرات يصبح أكثر حدة ويؤثر على جودة الحياة.
- قد يسبب صعوبة في النوم أو أداء الأنشطة اليومية.
- قيود كبيرة في الحركة:
- تقييد حركة الشخص بسبب الألم أو الكسور، خاصة في الورك أو العمود الفقري.
- قد يتطلب المريض مساعدة في التنقل أو استخدام أدوات مثل العكازات.
- التشوهات الجسدية الملحوظة:
- تحدب الظهر يصبح واضحًا جدًا.
- تغير ملامح الجسم بسبب فقدان الطول أو انضغاط الفقرات.
- تدهور عام في الصحة:
- مع تكرار الكسور وصعوبة الحركة، قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات مثل ضعف العضلات أو هشاشة أكبر نتيجة قلة النشاط البدني.
- مضاعفات صحية خطيرة:
- كسور الورك في المراحل المتأخرة قد تؤدي إلى عدم القدرة على المشي أو الإصابة بمضاعفات مثل الجلطات الدموية أو الالتهابات.
ماهي أسباب حدوث هشاشة العظام؟
هشاشة العظام تحدث نتيجة تراجع كثافة العظام وقوتها بسبب اختلال التوازن بين عملية تكوين العظام وتفككها. هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهور هذه الحالة، ويمكن تصنيفها إلى أسباب أساسية وثانوية:أولاً: الأسباب الأساسية (المرتبطة بالتقدم الطبيعي في العمر)
التقدم في العمر:
- مع تقدم العمر، تقل قدرة الجسم على تكوين عظام جديدة بنفس سرعة تفكك العظام القديمة.
انخفاض مستوى الهرمونات:
- عند النساء: انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث.
- عند الرجال: انخفاض تدريجي في هرمون التستوستيرون.
العوامل الوراثية:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بهشاشة العظام يزيد من احتمالية الإصابة.
قلة النشاط البدني:
- عدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، خاصة التمارين التي تعتمد على تحمل الوزن، يقلل من قوة وكثافة العظام.
نقص الكالسيوم وفيتامين د:
- الكالسيوم ضروري لبناء العظام، وفيتامين د يساعد على امتصاصه. نقصهما يؤدي إلى ضعف العظام.
ثانياً: الأسباب الثانوية (مرتبطة بحالات صحية أو عوامل بيئية):
الأمراض المزمنة:
- أمراض الغدة الدرقية (زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية).
- أمراض الجهاز الهضمي (مثل سوء الامتصاص أو الداء البطني).
- أمراض الكلى المزمنة.
استخدام بعض الأدوية لفترات طويلة:
- الكورتيزون ومشتقاته (الأدوية الستيرويدية).
- أدوية علاج السرطان.
- أدوية الصرع.
التدخين واستهلاك الكحول:
- التدخين يضعف تكوين العظام، والكحول يعيق امتصاص الكالسيوم.
نقص التغذية:
- الأنظمة الغذائية التي تفتقر إلى العناصر الضرورية لصحة العظام مثل البروتينات والمعادن.
اضطرابات الهرمونات:
- اضطرابات الغدة الكظرية أو اضطرابات النمو.
نقص الوزن المفرط أو اضطرابات الأكل:
- مثل فقدان الشهية العصبي (Anorexia) الذي يؤدي إلى نقص الدهون الضرورية لتوازن الهرمونات.
ثالثاً: عوامل الخطر الإضافية:
- الجنس: النساء أكثر عرضة من الرجال بسبب انخفاض كتلة العظام والتغيرات الهرمونية.
- العرق: الأشخاص ذوو الأصول القوقازية أو الآسيوية لديهم خطر أعلى للإصابة.
- نمط الحياة: الجلوس لفترات طويلة وعدم ممارسة الرياضة.
أسئلة شائعة
كيف أعرف أني مصاب بهشاشة العظام؟
إذا شعرت بأعراض مختلفة سواء عن طريق آلام في الظهر، فقدان الوزن وانحناء القامة، حدوث كسور في العظام الضعيفة:آلام الظهر: تُعد آلام الظهر من الأعراض الشائعة لهشاشة العظام، وقد تكون خفيفة أو حادة حسب الحالة. في المراحل المتقدمة، يمكن أن تحدث آلام حادة نتيجة تعرض الفقرات لشرخ أو انهيار. هذا الانهيار يُعرف بالكسور الانضغاطية للفقرات، حيث تنضغط العظام بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى ألم شديد يُصعِّب الحركة أو الجلوس لفترات طويلة.فقدان الوزن وانحناء القامة: مع مرور الوقت، قد يلاحظ المصابون فقدانًا تدريجيًا في الطول نتيجة انضغاط الفقرات وانهيار هيكل العمود الفقري. هذا التغير يؤدي أيضًا إلى انحناء القامة، خاصة في الجزء العلوي من الظهر، مما يُعرف بـ"تحدب الظهر". الانحناء قد يتسبب في ضغط على الأعضاء الداخلية، مما يسبب مشكلات إضافية مثل صعوبة التنفس.حدوث الكسور في العظام الضعيفة: الهشاشة تجعل العظام هشة وأكثر عرضة للكسور، حتى عند التعرض لإصابات بسيطة أو حركات يومية. تشمل الكسور الأكثر شيوعًا:- فقرات العمود الفقري: نتيجة الضغوط اليومية أو السقوط الخفيف.
- مفاصل كفي اليدين: حيث تحدث الكسور عند محاولة دعم الجسم أثناء السقوط.
- عظام الحوض والفخذ: من أكثر الكسور خطورة، وغالبًا ما تتطلب جراحة وإعادة تأهيل.